كتاب ذكر فيه المصنف مَن ملك مصر من الملوك الأكراد الأيوبية، والسلاطين المماليك التركية والجركسية، حصر أخبارهم الشائعة، واستقصى أعلمهم الذائعة، وقد حوى الكتاب أكثر ما في أيامهم من الحوادث والماجريات، ولم يعتن فيه بالتراجم والوفيات، لأنه أفرد لها مؤلفًا آخر، وقد سلك فيه التوسط بين الإكثار الممل والاختصار المخل، وقد ألف كتابه هذا بعد إكمال كتابيه: «عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط»، وكتاب «اتعاظ الحنفاء بأخبار الخلفاء»، وهما يشتملان على ذكر من مَلَكَ مصر من الأمراء والخلفاء، وما كان في أيامهم من الحوادث والأنباء، منذ فتحت إلى أن زالت الدولة الفاطمية وانقرضت.
هذا الكتاب في أصله عبارة عن مذكرات كتبها المؤلف على عجل وشدة من المرض بعد أن ألقاها في محاضرات مفصلة على طلاب السنة الأولى في كلية الشريعة- جامعة دمشق، وقد توخّى فيها أن يبرز أوضح مظاهر الأسوة في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مما ينبغي على كل مسلم وداعية إلى الله عز وجل، وعالم بالشريعة، وحامل لفقهها، أن يتدبره ويجعله نصب عينيه، ليكون له شرف الاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم، وليفتح أمامه باب النجاح في دعوته بين الناس، وباب القبول والرضا من الله جل شأنه، وليكتب له شرف الخلود مع رسوله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وستة فصول فقط، في حين اشتملت المحاضرات على عشرة فصول.
كتاب يعد من أهم المصادر التي تناولت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ بدءًا من ميلاده وحتى لحوقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وقد اعتمد مؤلفه على كتاب «السيرة النبوية» لابن إسحاق؛ غير أنه قام بتهذيبها، وزاد فيها، ونقص منها وحرَّر أماكن واستدرك أشياء أخرى.